افرام أمام طاولة رسمية في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى

واشنطن – الولايات المتحدة الأميركية

إستضاف "معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى" في العاصمة الأميركية حول طاولة مستديرة امتدت على مدى ساعتين، المهندس نعمة افرام " المستقل صاحب مبادرة "لبنان الأفضل" الوطنية، والفاعل على صعيد تقديم برامج الحلول للعديد من المشكلات الإقتصادية والإجتماعية" وفق التعريف به.

تكلم افرام عن "لبنان في ظل مشهد جيوسياسي متغير"، بمشاركة رسميين أميركيين من وزارة الخارجية والدفاع ومجلسي الشيوخ والنواب، إلى جانب حضور عدد من مراكز الأبحاث  الأميركية والمهتمين بلبنان والمنطقة وجمعيات أميركية - لبنانية وإعلاميين.

وتحدث عن "الإشكاليات البنيوية التي يواجهها لبنان سياسياً واقتصادياً واجتماعياً "، معززاً عرضه بوقائع الأمور التي تسببت "بشلل البلاد منذ وقت ليس بقصير، لنصل إلى حاضر فشلت فيه القوى السياسية من إنتخاب رئيس للجمهورية ومن تسيير الشؤون الطارئة والملحة أكان على صعيد الحكومة ومجلس النواب والإدارات الرسمية ".

كما عرض بالأرقام للواقعين الإقتصادي والإجتماعي، ولوضعية البنى التحتية، عازياً الإنهيار على شتى الأصعدة إلى "خلل عضوي في النظام التشغيلي للجمهورية اللبنانية ومن تعثر في عقدنا الوطني"، ومناقشاً نظرته المفصلة للحلول.

في معالجة الشق السياسي، تطرق افرام لأهمية "اعتماد آليّات تحول دون تعطيل عمل المؤسسات الدستورية، من خلال تحصين وتطوير إتفاق الطائف ومعالجة الثغرات الدستورية فيه واعتماد اللامركزية الإدارية الواسعة مع قانون عصري انتخابي". 

وتم نقاش مستفيض لدى إبرازه "أهمية تعميم النموذج اللبناني على المحيط المضطرب والمجتمعات المركبة في الشرق الأوسط، من أجل حفظ الإستقرار والتعايش ووقف دورة العنف والإرهاب"، لتخلص المداولات إلى أن الأمر ممكن في حال تجاوز لبنان العقبات وجدد اللبنانيون التزامهم بعقد وطني منتج، فيصح عندها نقل هذا النموذج واعتماده في الدول التي تشهد نزاعات، مع لامركزية موسعة تحفظ وحدة البلاد الجغرافية والمعنوية.  

وتلا مناداته ب "الدولة المدنية وتحييد لبنان عن الصراعات الإقليمية والدولية واعتماد الحياد الإيجابي المحمي من القوات المسلحة الشرعية القادرة والرادعة ليصح اعتماده مركزاً دولياً للتفاعل الحضاري" نقاش في التفاصيل.

وأثار الانتباه قول المحاضر ان "لبنان وحده بين دول العالم يحيا ويتشارك فيه مواطنوه المسيحيين والمسلمين بالتساوي في السلطة السياسية من تشريعية وتنفيذية. كما هو البلد الأوحد في الشرق الأوسط الذي يتبوأ فيه المركز الأول في الجمهورية أي رئاسة الجمهورية مسيحي، كما هو البلد الوحيد في الشرق الأوسط الذي يتعايش فيه السنة والشيعة بسلام نسبي"...

وختم افرام مطالعته قائلا:" من هنا يشكّل لبنان بتنوّع مكوّناته أرضية مثلى للحوار بين الثقافات لا للنزاع بين الحضارات. للبنان والقوى السياسية فيه والمواطنين مصلحة أكيدة ومطلقة في ذلك وفي جعل العقد الوطني منتجاً. للمملكة العربية السعودية وإيران مصلحة في ذلك أيضاً، وللولايات المتحدة الأميركية دور في المساعدة على تحقيق الأمر مع الفريقين الإقليميين. فالفاتيكان هو أرض مقدسة لكاثوليك العالم. مكة والنجف وقم هي أراضٍ مقدّسة للطوائف الإسلامية في العالم، وغيرها من الأماكن لديانات أخرى. طموحنا يتجسد بتبنّي الأمم المتحدة لبنان كمركز دولي دائم للتفاعل الحضاري، لتدعيم الإستقرار وتعزيز اللحمة الوطنية وتفتّيت إمكانية اندلاع النزاعات وتحقيق سعادة المواطن، مقدّمين النموذج الحيّ لدولة مشرقية تضمن الغنى ضمن التعدُّد والوحدة في التنوّع. وهي رسالة لبنان للشرق وللعالم في الإستقرار والعدالة والسلام ".

تواصــــــــل معنا