نعمة افرام: تأخرنا كثيرا في بلورة مفهوم حياد لبنان عمليا

منسوب الخطر زاد بعد التطورات الميدانية على الجبهة الجنوبية الحوكمة الرشيدة تعني الإنسان في الأساس وتهدف إلى سعادة المواطن

رأى نائب رئيس المؤسسة المارونية للانتشار نعمة افرام في حديث اذاعي ان "لبنان كان دائما في دائرة الخطر بسبب وقوعه ضمن إقليم جغرافي مشتعل، وقد زاد منسوب الخطر مؤخرا، لا سيما بعد التطورات الميدانية التي طرأت على الجبهة الجنوبية".وقال: " كان يفضل الكثيرون أن يأتي الرد في الجولان، في الوقت عينه، يبدو ان حزب الله" قد اتخذ الخيار الأقل ضررا بعدم خرق القرار 1701 من خلال استهداف مزارع شبعا، وهنا يكمن الفرق الأساسي بين ما جرى العام 2006 وما جرى مؤخرا".

وأكد ردا على سؤال انه " لو نشب نزاع عسكري واسع، لكانت تداعيات الحرب شديدة الوطأة وغير مسبوقة، ولكان انهيار الليرة ممكنا في ظل الوضعية المالية المعروفة للدولة، مع كل ما يحيط بها من معدلات نمو متدنية وارتفاع للمديونية العامة.هذا دون الإشارة إلى الإنعكاسات الفائقة السلبية على مجمل الوقائع الإقتصادية والإجتماعية والأمنية المعاشة".
وتوقف عند "الموقف الأميركي الذي يجسده في النهاية الرئيس أوباما، الذي يعطي أولوية للحوار مع إيران وتشجيع التقارب السعودي - الايراني. هذا ما فرض إحتواء الوضع وضبطه وتسجيل انفراجات ترجمت على الساحة اللبنانية سابقا مع تشكيل الحكومة وحاليا مع الحوارات القائمة، والأيام والأشهر المقبلة كفيلة بإيضاح ما إذا كنا متجهين ناحية المزيد من الإنفراجات أم لا".

وعما إذا كان حياد لبنان ما زال قائما وضرورة، شرح افرام اننا " تأخرنا كثيرا في بلورة هذا المفهوم عمليا. الحياد كان في أساس تكوين لبنان في الأربعينات مع شعار لا للشرق ولا للغرب، وهو اليوم الخيار الاستراتيجي الأول للوطن في ظل المحاور الإقليمية القائمة، لكننا فوتنا كلبنانيين عدة فرص لاحت لنا منذ العام 2005 لسلوك هذا النهج. إلا أنه ما بين المبدأ والعملانية فرق، ولا أجد اليوم إمكانية عملية لإعادة إحياء هذا الخيار خارج سلة بنيوية متكاملة، تتناول إنتخاب رئيس للجمهورية وإقرار قانون انتخابي جديد وتطبيق اللامركزية الموسعة واعتماد استراتيجية دفاعية وحياد لبنان الإيجابي".

وعن ماهية ورسالة "الحوكمة الرشيدة"، أوضح " إنها تعني الإنسان في الأساس وتهدف إلى تحقيق مفهوم "سعادة المواطن". وهي تتجلى عندما يكون القرار مبني على الإنتاجية والقيمة المضافة وليس على الكيدية السياسية. وذلك يتطلب تطوير نظام تشغيليّ منتج للمنظومة اللبنانية وتحديث آليات اتخاذ القرار في مختلف مفاصل الإدارة اللبنانية، لتصب في صالح السعادة الشاملة للمواطن عن طريق خلق فرص عمل له وتأمين الحمايتين الإجتماعية والبيئية، وتطوير حياته وتحقيق ذاته وإطلاق طموحاته، وصولا الى السعادة الروحية،وقائد الأوركسترا في هذه الحوكمة المطلوبة هو رئيس الجمهورية وهو الأساس في بنيوية مشروع نشل لبنان من أزماته".

تواصــــــــل معنا