افرام اطلق مهرجانات جونية باحتفالية ضوئية وحنين رحباني

نجح نعمة افرام للسنة الرابعة على التوالي في اطلاق مهرجانات جونية الدولية، ليطل اللبنانيون على صيف مميز تكلله سهرات من الأنس والفرح لا تمحى.

وللمرة الرابعة وبعد نجاحات مبهرة، يراودنا الإحساس عينه بالحماس الممزوج بالحذر. وهو شعور يتملك كل مبادر لبناني، نظرا إلى حجم المجازفة في الظروف التي نحن فيها.

إلا أن روح المبادرة لدى اللبناني منذ تكوين لبنان وبما تحمله من شغف وريادة، لم تقف يوما أمامها صعوبة الأيام والتجارب. على العكس من ذلك، كانت تنصقل مع السنين، وتزداد مناعة، وتتألق عزما وإقداما، في سبيل تظهير وجه لبنان الحقيقي، وطن الحلم الإبداع.

وإذا كنا تلمسنا في السنوات الماضية عروضا إبداعية ارتقت إلى المستوى العالمي ، فإن افتتاح المهرجانات باحتفالية الاضواء وبأداء رحباني، أعاد إلى القلوب نبض الحب والى العروق دفء  البهاء وإرادة الحياة.

وارتقى المنظمون بالمهرجان إلى مستوى الطموحات لا بل الأحلام، من خلال الأناقة في التنظيم والاحتراف في الإدارة والروعة والسحر في العروض المقدمة أناشيد حنين وعشق وبهاء.

فقد هتفت جونية للحياة ، من خلال تقديم الياس الرحباني حفلاً موسيقيًّا مدهشًا تميّز بعزفٍ مبدع وأنيق لفرقة أوركسترالية  قادها ورافقتها أداءات مميزة  لفنّانين أجادوا وتألقوا.

 ومساء أمس، لم يكن الافتتاح عادياً ولا اعتيادياً. فالجمهور حضرٌ بقوّة، مستعيدا لموسيقى الياس الرحباني بعد غياب دام أكثر من أربعة عشر عاماً عن لبنان، أو ليبحث عن جزء من ماض يريد أن يسترجعه بكل قواه بعد أن ملّ، ربما، من أغاني وموسيقى معاصرة، لا يجد الحنين إليها مكاناً. حتّى لو باتت أغاني الرحابنة بنظر كثيرين وهماً أو حكاية متكررة، يبحث آخرون من خلالها عن أمان مفقود منذ زمن.

وفيما عزفت فرقته الموسيقيّة المحترفة التي ضمّت 65 عضوًا أكثر من 20 لحنًا من نخبة ألحانه الرائجة، أمتعت شاشةٌ ضخمة الجمهورَ بعرضٍ باهر للمؤثّرات البصريّة تَرافق بشكل جميل مع أنغام الموسيقى المتصاعدة.

 رافق الرحباني في أداء موسيقى الذاكرة الجماعية اللبنانية أكثر من 7 فنانين، كغسان الرحباني وباسكال صقر وجيلبير جلخ وباسمة ورانيا الحاج والأوبرالي جوني عواد.

والليلة اللبنانية كانت مميزة بريبرتوارها الضخم الذي وزّع بين الشرقي والغربي، ومن المقطوعة الكلاسيكية بقيادة الياس الرحباني إلى الغناء الأوبرالي مع عواد. كما تخلّلتها مجموعة من الأغاني الإيطالية والفرنسية. وقد بدت النسخة الجديدة لبعض الأغاني في الأمسية مختلفة وغريبة على الجمهور اللبناني، لكنها بقيت بقيمتها الفنية والموسيقية التي جاء الحاضرون ليبحثوا عنها. الجميع ردّدوا كلمات «حنا السكران»، و«كان عنا طاحون»، و«يا قمر الدار»، و«عم بحلمك يا حلم يا لبنان»، و«دخلك يا طير الوروار»، و«قتلوني عيونا السود»..

 إلى جانب كلاسيكيات الياس الرحباني، الذي لم يُفوّت السهرة من دون نكات ألقاها بين حين وآخر، قدّم غسان مقطوعة كلاسيكية واحدة بقيادته بعنوان Magic symphonic moods، وأغنية انتقادية بيئية «ونقلكن نحنا مين» (المؤلّفة في العام 1995)، التي كتبت بتوزيع أوركسترالي جديد، وضع خصوصاً للأمسية كبديل عن الروك.

كما شمل الحفل عرضًا مبهرًا لأضواء اللايزر سُلِّط ببراعة وذوق على أعالي جبل حريصا ليزيد الأمسية روعةً ويجعلها ذكرى صيفيّة لا تُنتسى.

بالفعل، أثارت موسيقى إلياس الرحباني الحماسة في قلوب الجمهور وشكّلت افتتاحيّة فريدة لسلسلة حفلات موسيقيّة مقبلة، نذكر منها الحفلة الموسيقية للمغنيّة الفرنسيّة، زاز، في 3 تمّوز، وحفلة موسيقيّة لفرقة الروك البديل، حاصدة جائزة الغرامي الأميركيّة، و"إيماجين دراغونز" في 7 تمّوز.

تواصــــــــل معنا