كما كان لبنان مختبرا للحرب... يمكن أن يكون مختبرا للحلول

أقامت جامعة الروح القدس الكسليك و"حركة لبنان الأفضل" حفل عشاء تكريميا لرئيس الجامعة الأب البروفسور جورج حبيقة، في فندق لوريال - ضبية قاعة آزور، في حضور عضو تكتل التغيير والإصلاح النائب سيمون أبي رميا، رئيس المؤسسة المارونية للانتشار نعمت أفرام، مديرة "الوكالة الوطنية للاعلام" لور سليمان صعب، رئيس "نادي الصحافة" بسام أبو زيد، رئيس وعمداء جامعة الروح القدس، وفاعليات وشخصيات إعلامية.

إستهل الحفل بالنشيد الوطني وكلمة ترحيبية لتانيا إسطفان بعدها ألقى أفرام كلمة أثنى فيها على "شخصية البروفسور حبيقة المميزة، صوت الضمير، حامل أكثر من موضوع وامال من الرهبنة اللبنانية إلى طموحات الشباب اللبناني في جامعة الروح القدس إلى المفكرين اللبنانيين بفكره الفلسفي وكل مؤمن بلبنان بإيمانه العميق في قلبه".

وقال: "ما أجمل أن يجتمع الأخوة في لقاء المحبة وهذه المناسبة تحمل أكثر من معاني. الشخص الذي نكرمه مميز وإستثنائي، إبن الجنوب، موسيقي، ومن خلال الموسيقى أحب أن يمجد الرب بإبتهالات وأناشيد... ويوم وقف إلى جانب صوت الجبل الأصيل الفنان الراحل وديع الصافي بالإحتفالات الدينية عندما كان في دير سيدة لبنان في باريس."

أضاف:" الفلسفة واللاهوت مثل الموسيقى كانت طريقه لكي يصاحب يسوع. الدراسات العليا المعمقة جعلته يتقرب من الكثير من فلاسفة العصر في جامعة السوربون في باريس وفي ألمانيا. صارت الفلسفة عنده تربية، ومعرفة الفلسفة الروحية هي إبنة العهد الجديد جعلته يكتشف حقيقة الإنسان المخلوق على صورة الله ومثاله. وعن هذا الإنسان بالذات كان يحاضر في أوروبا وأميركا وأستراليا. أهم من كل المناصب الذي شغلها في السابق حتى اليوم هو إبن هذه المؤسسة التي لم تمل من تخريج قديسين من لبنان إلى العالم أجمع،إبن الرهبنة المارونية جامعة الروح القدس في الكسليك، هذه المؤسسة التي جعلت روح البروفسور جورج تنطبع في أنطاكيا وفي الكنيسة السريانية المارونية بأوجاعها والامها وأيضا بتجلياتها وفكرها، هو الذي التزم العيش والتفكير والبناء معا من أجل الإنسان ولبنان".

وختم: "إن لبنان سباق ومختبر وكما كان مختبرا للحرب والوجع الذي نراه اليوم في الشرق يمكن أن يكون لبنان مختبر للحلول، وإذا نجح هذا الإختبار في لبنان سيكون هدية من لبنان لكل الشرق وهو نظامه الطائفي".

وقال المكرم حبيقة: " الوزير الراحل جورج أفرام كان يستطيع أن يهاجر البلد ولديه كل الإمكانات، ولكن عشقه ووعيه لأهمية لبنان الذي ذكر في الكتاب المقدس 70 مرة في العهدين القديم والجديد، كمساحة مميزة للحياة والفرح، هو رمز الحياة: النبي آشعيا في الفصل 35 وعد باسم الرب الصحراء القاحلة أنه في زمن المسيح سيعطيك الرب الاله مجد لبنان ومجد لبنان أعطي له من قبل لبنان. ذكر دائما أنه رمز للحياة وواحة مميزة في شرق صحراوي وقاحل وساحة للموت، المسيحيون يجب أن يثقوا بأن هذا البلد العملاق لبنان العصي والمتمرد على الموت مهما مر عليه من المحن سيولد من رماده، والراحل أفرام كان واثقا من عظمة هذا البلد وربى عائلته على حب لبنان".

أضاف: "إن المهندس افرام أحب أن يكرم مؤسسة جامعية أساسية في التعليم العالي في لبنان جامعة الروح القدس في الكسليك، التي هي مساحة مميزة وموقع متقدم جدا في المعرفة المحررة والمتأنسة في هذا الشرق البائس، عندما نرى طلابا من الأردن تعلموا في الجامعة الموسيقى والتربية والتاريخ وهم في أكثريتهم من أخواننا المسلمين قد علقوا لافتة في إربد الأردن تحمل خريجي جامعة الروح القدس الكسليك".

وتابع: "كم هو مهم أن يصل إسم الروح القدس إلى كل أصقاع العالم العربي وفي الوقت عينه الطالب المسلم الكويتي سليمان الديكان الذي درس الموسيقى في الجامعة يدير أوركسترا وجوقة لطلاب الجامعة بعنوان "صوت الأجراس" ووضع ألحانا سريانية ويديرها وهو مسلم كويتي متخصص في الجامعة. نحن نعلم أجيالنا في هذا العالم العربي الفسيح على قبول الآخر المختلف والدخول معه في حضارة المحبة والتلاقي، ما يؤكد أهمية جامعة الروح القدس الذي لا هم لها إلا لبنان الأفضل المبني على تاريخ عريق وعظيم جدا. استعطت اليوم قدر المستطاع أن أبين أهمية رسولية الكيان اللبناني الذي أصبح في العالم مرجع أساسي بإدارة التنوع. كم هو مهم هذا البلد الذي استطاع أن يدير 18 عائلة روحية لديهم ذاكرة تاريخية مستقلة عن ذاكرة الآخرين هموم وهواجس يحملونها على ظهرهم، جعبة من الام هذا الشرق البائس، كم هي مهمة الأعجوبة في هذا البلد أن تستطيع إيجاد صيغة لإدارة هذا التنوع بشكل مخصب لطاقات هذا العالم".

وقال: "نأمل نحن وحركة لبنان الأفضل بقيادة المهندس أفرام الذي يحمل إرث عائلة مميزة لكي نقول لكل العالم أن لبنان فعلا بلد الرسالة. البابا القديس والعملاق الراحل يوحنا بولس الثاني عندما وضع هذا اللبنان على المنصة المرجعية للعالم ككل والدول المتعددة ثقافيا ودينيا وحضاريا، هو كان يعرف كل بلدان العالم ويتقن كل لغاتها لماذا أختار لبنان؟ لأنه علم أن هذا البلد هو رسالة وجزء من الأراضي المقدسة الذي زارها يسوع المسيح ورفع لبنان إلى مرتبة عالمية عندما زار صيدا ورأى المرأة الكنعانية وقال: لم أجد إيمانا بهذا المستوى في اسرائيل، لبنان فعلا معجزة وعصي على الموت".

وذكر حبيقة بقول للأب ميشال حايك إن "مأساة لبنان أنه لا يعرف أن يموت، اليوم سقطت المسافات والحدود من سيدير هذا التنوع في العالم؟ لبنان هو المرجع الأساسي وقد بينت في مقاربة أن نظامه راق وعظيم بإشراكه الجميع وكل الذين يتحدثون عن الطائفية البغيضة أتفهم إشمئزازهم من هذا البلد والنظام لأن الطائفية التي يصنفونها بغيضة هي التي تمنعهم فعلا من إحتكار السلطة وإقصاء الآخرين".

وأكد أن "لبنان بلد التنوع والحياة التي لا تقيم إلا بالتنوع ولبنان هو بلد الحياة وهو يعيش دائما تحت الأزمات والخطر لأن الحياة لا تنمو إلا بالأزمات والخطر".

وختم: "سنتابع مسيرة لبنان المنتج الذي يتحدى يومياته الصعبة سويا مع المهندس أفرام حتى نصل إلى ذاك اللبنان العملاق والأفضل".

وفي الختام قدم افرام درعا تقديرية للبروفسور حبيقة.

تواصــــــــل معنا