افرام مفتتحاً احتفالية قرن ونصف على تأسيس الجامعة الأميركية

العيشَ المُشترَك المُنتِج هو الميثاقُ في بناء مؤسسة الدولة اللبنانية

ألقى متخرج الجامعة عام 1991 في الهندسة الكهربائية والإلكترونية، الرئيس التنفيذي لمجموعة اندفكو الصناعية في لبنان والعالم، نعمة افرام، خطاب الاحتفال الرئيسي في سياق إطلاق الجامعة الأميركية في بيروت احتفالاتها بمرور قرن ونصف على تأسيسها.

وكانت عقدت الجمعية العالمية لمتخرجي الجامعة الأميركية في بيروت مؤتمرها السنوي السابع في الجامعة الذي يترافق مع تنصيب الدكتور فضلو خوري رئيساً سادس عشر للجامعة، حيث استرجع افرام في كلمته حقبات مشوقة ومحطات مفصلية مرت بها بيروت كما الشرق عامة خلال 150 سنة، كانت الجامعة مؤثرة مباشرة في بعضها، وشاهدة حية على بعضها الآخر. وقال:" إذا كنا لا نزال اليوم نحلم بلبنان جميل وأفضل، فلأننا نفتخر بالإنسان اللبناني. في الوقت عينه، عندما نتطلع إلى ما وصلنا اليه، يؤسفني القول: كم نخجل بلبنان".

وتحدّث بشغف عن مبادرته الطموحة لبناء لبنان أفضل، عبر الانخراط المدني والمُجتمعي في هذا المجهود، مشددا على اننا "نريد لبنان أن يشبه اللبنانيين. أن يشبهني ويشبهكم. وهذا ليس بتفصيل، فبناء مؤسسة الدولة اللبنانية هو عمل لا يُرتجَل، بل يُشيَّد مدماكاً فوق مدماك، بصبر الإزميل على حسن توازناته وإيقاعاته.  إني أحلم ببناء هذه المؤسسة كوحدة متكاملة، وأن ننظر إليها من منظار هندسي متجانس، وأنيق، وصلب، ومنتج، وبهدف أساسي هو خلق القيمة المضافة والإنتاجية"...

وكشف عن "وجود عطل أساسي في مفهوم العيش المشترك في عقدنا الوطني، اذ انه لم يرتبط بالإنتاجية، وهي علة وجود الأوطان في الأصل. فالإنتاجية تؤمن القدرة المطلوبة لبناء حماية اجتماعية وأمنية متحررة من كل قيد وشرط.  وما الحربُ التي اندلَعت العام 1975، إلا الدليل الواضح على فشَلِ الجمهوريّةِ في ترْجمةِ هذا الالتزام بين المواطن والوطن في لحظة الحقيقة. فلنعترف: العيشَ معًا في لبنان لم يَعُد كافياً. فالعيشُ العقيمُ هو موتٌ سريريّ محتّم. ان العيشَ المُشترَك المُنتِج هو الميثاقُ الجديد."

وشرح افرام نظرته الى خمس محاور أساسية يجب العمل عليها لردم هذه الهوة بين اللبناني ووطنه، وحولها يمكن بناء لبنان الجديد:

"المحور الأول يتعلق بإعادة النبض الى النظام التشغيلي اللبناني المعطل. فنبدأ بالقانون الانتخابي الذي يكرّس المناصفة ويحمي الشراكة وميثاقية الدستور. وفي الوقت عينه يؤمّن صحة التمثيل وعدالته، من أجل خلق مشهد سياسي متجدّد تتمثّل به الطاقات الحية من خيرة نساء ورجال الوطن. ونكمل باللامركزية الموسعة التي تؤمن فرصة جدّية لبناء الوحدة الوطنية وتأمين الاستقرار وإطلاق الانماء الشامل، عبر تخفيف حدّة الصراع على السلطة المركزية. كما تتطلّب عملية إنهاض لبنان وطنيّاً، الابتعاد عن سياسة المحاور الإقليمية والدولية واعتماد الحياد الإيجابي.  أما الشراكة بين القطاعين الخاص والعام، فهي الوحيدة الكفيلة بترشيق عمل مؤسسات الدولة، واستقطاب رؤوس الأموال والخبرات الى القطاع العام.

المحور الثاني يتجسد في تأمين الحماية المجتمعية الشاملة. حيث يقدم فيها الوطن أفضل الخدمات الممكنة لمواطنيه، عندها يلتزم المواطن بوطنه، التزامه بأبيه وأمه. وإذا طلب الوطن من المواطن فلذة كبده، لبى النداء.

المحور الثالث يتطلب إطلاق النمو الاقتصادي. ففي النمو الاقتصادي فقط، نتأكد من حسن سير المنظومة التي بنيناها. إنه المقياس والدليل الحي على أن مؤسسة الدولة اللبنانية تعمل وتنتج قيمةٍ مُضافة وتخلق فرص العمل وتؤمن التمويل للحماية الاجتماعية والبنى التحتية.

المحور الرابع يفرض تطوير بنانا التحتية، وقد أصابها تآكل مخيف. وهي يجب أن تشع كما اللبناني الناجح في العالم. ونحن نطمح إلى أفضل الطرقات. إلى أحدث القطارات. إلى أفضل انتاج وتوزيع للكهرباء. إلى أفضل السدود. وإلى أجدى الطرق لمعالجة النفايات داخل لبنان لا خارجه.

المحور الخامس وهو بناء جسور التواصل مع الانتشار. بحيث يفتخر المنتشر بوطنه، فيحافظ على جنسيته أو يستعيدها إذا كان خسرها عبر أجيال من الخجل والنسيان. هكذا يكون لبنان من مستوى اللبنانيين"....

تواصــــــــل معنا