نعمة افرام ضيفا على دار الندوة في أمسية رمضانية

المطلوب تحول القادة السياسيين إلى آباء مؤسسين لدولة لبنان الجديد

ولعقد وطني على قاعدة الدولة المدنية اللامركزية والحياد الإيجابي

 

استضافت "دار الندوة" في حضور رئيسها منح الصلح، في أمسية رمضانية سنوية، رئيس جمعية الصناعيين اللبنانيين نعمة جورج افرام، ومشاركة ممثل الرئيس المكلف تمام سلام عبد الستار اللاز، الوزير السابق بشارة مرهج، وممثلين عن قيادات حزبية ورجال فكر واقتصاد واجتماع ورؤساء منتديات، ومنهم ممثل النائب ميشال عون رامي المجذوب، عضو المجلس السياسي لـ"حزب الله" الحاج حسن حدرج، رئيس «المنتدى القومي العربي» الدكتور محمد المجذوب، امين عام «الحركة الثقافية في انطلياس» الدكتور انطوان سيف، رئيس «المركز العربي الدولي للتواصل والتضامن» معن بشور، رئيس «التجمع الوطني للتقدم والاصلاح» خالد الداعوق، امين سر نقابة محامي بيروت توفيق نويري، امين سر نقابة الصحافة اللبنانية عبد الكريم الخليل، الدكتور سامي ريشوني امين السر العام لنقابة اطباء لبنان، رئيس «دار الندوة الشمالية» فيصل درنيقة، ورئيس "لقاء الاثنين "نهاد الشمالي وعدد من الشخصيات. 

 

وألقى عضو مجلس إدارة دار الندوة النائب السابق بهاء الدين عيتاني كلمة تحدث فيها عن ثوابت دار الندوة، وقال: "ان مصدر اعتزازنا بنعمة جورج افرام انه سليل عائلتين عزيزتين على هذه الدار، عائلة افرام وعائلة الخازن، ولأنه ابن منطقة لبنانية عزيزة هي كسروان قلب لبنان، ولأنه يمثل جمعية لبنانية هامة هي جمعية الصناعيين اللبنانيين باعتبارنا من الذين يؤمنون إن الاقتصاد اللبناني لن يستقيم ويستقر إلا إذا قام في جزء هام منه على الصناعة التي كالزراعة، تحتاج إلى اهتمام خاص، ودعم مستمر، لأسباب لم تعد خافية على احد".

افرام 


من جهته، قال افرام: "إننا في خضم أزمة وجودية خطيرة والاستقرار الوطني مهدد، والتخوف من الانزلاق إلى نزاعات طائفية ومذهبية يزداد يوما بعد يوم. مؤسساتنا العامة تتخلخل بالكامل وآليات اتخاذ القرارات معطلة، والانعكاسات الخطيرة للشلل العام تطغى على كافة مفاصل حياتنا الوطنية. وأننا في سباق بين كارثة اقتصادية - اجتماعية، وبين كارثة أمنية لا سمح الله".

ودعا "إزاءَ هذا الواقعِ وتحاشياً للانهيارِ الكبير، الى واجب التطلع نحو معالجةٍ بِنيوية قبلَ فَواتِ الأوان. فالمشاكلَ الجمّة التي تُواجهُ المواطنَ في كلِّ يوم وما يَطبَعُها من مُعاناةٍ شاقّة، إنما تَنتُج مِن جَرّاء خللٍ عُضويٍّ في النظامِ التشغيليّ للمنظومةِ اللبنانية ومِن تعثُّرٍ في عقْدنا الوطني".

أضاف :"لقد وضَعَ اتفاقُ الطائف حدًّا لدورةِ عُنف طويلة عصَفت بالوطن. وإذ استطاع استيعابَ صِراعات الشارع إلى حدٍّ كبير، لكنه نقلها شللاً وتجاذُباتٍ داخلَ المؤسساتِ والإدارات العامّة ولم ينجح في بناءِ ثقةٍ كاملة بين مكوِّنات الوطن . ولذلك، لا أرى أولويةً أكثر إلحاحًا اليوم من إعادةِ تجديدِ الوعودِ بين أبناء الوطن الواحد. فالمطلوبُ خَلًقُ ديناميّةٍ جديدة تكسِرُ حَلْقةَ الشلَل لصالحِ وطنٍ يتجدَّد، عِبر  نظامٍ تشغيليٍّ للجُمهورية اللبنانية لا يتعطّل، يفعِّل إنتاجيةَ المؤسّسات، يُطلق النموّ، يفتَحُ آفاقَ الإبداع، ويُحصِّنُ الأمنَ والاستقرار".

 

وشرح كيف أن "التجديدُ في العقْد الوطني على قاعدةِ الدولةِ المدنية اللامركزيةِ والحيادِ الإيجابيّ يشكل أساسًا، وبذلك نخفِّفُ حِدّةَ الصِّراعِ على السُّلطةِ المركزية ونعزِّز اللُّحمةَ الوطنية ونُفتّت إمكانيةَ اندلاعِ النِّزاعات. وبَدلاً من إضاعةِ البوصِلة والاهتمامِ بالسياساتِ الخارجية ولُعبة المَحاور ... لا. فلنُصحِّح المَسار. فلنركِّز على تحفيزِ الاقتصادِ وبِناءِ الإدارةِ والمؤسسات الوطنية.فعِبرَها نُضاعف قُدرتَنا على إنتاجِ قيمةٍ مُضافة، كفيلة ببناءِ شبكةِ أمانٍ اقتصادية واجتماعية متينة، ومِن ثمّ أمنية وعسكرية وطنية، رادعة لكلِّ مُتطاوِلٍ على سيادةِ وحُرّية واستقلال لبنان. وهذه تكونُ من الوطن إلى ذاتِه بكل تجرُّد وحرّية، لا بمِنّةٍ من فرْدٍ أو جماعةٍ أو بلَد أو مِحوَر".

واعتبر افرام ان "لا مبرِّرً لأيّ عمَلٍ سياسيٍّ إذا لم يكن هدفُه النهائي تطويرَ حياةِ الإنسان وحمايةَ الضعيف والفقير.وهي دعوةٌ أوجِّهها إلى المسؤولين كافّة في وطنِنا لاتّخاذ القرارِ الأجرأ، في التحوُّل من قادَةٍ سياسيين إلى آباءٍ مؤسّسين لدولةِ لبنان الجديد. دولةٌ فعالة، مدنية، مع لامركزيّةٍ مُوسَّعة وحِيادٍ إيجابيّ، وحيث السياسةُ تكون في خدمةِ النمو الاقتصادي والاجتماعي لا العكْس."

وختم يقول :"هكذا نبني المُواطنة. وعلى أساسِ المُواطنة، نستطيعُ مناهضةَ ثقافةِ الصراعات المذهبيّة والطائفيّة وكَسْر حلَقات التعصُّب والجَهْل.

إننا مدعوّون جميعًا لتحضيرِ الأرْضيّة المُثلى، من هنا مِن أرْض لبنان العابقة ببخور الكتُبِ المقدَّسة، للحوارِ بين الثقافاتِ لا للنزاعِ بين الحضارات، مُظهرين أفضلَ ما يمكنُ أن تقدِّمه المسيحيّة والإسلام ، ليس للبنان والعالم العرَبي فحْسب، بل للإنسانيةِ جمْعاء.وعلينا جميعًا أن نقدِّم النَّموذجَ الحَيّ لنا وللشرْق المُلتهب، في كيفيّة إنشاء الواحةِ الخصْبةِ لتَرَعْرُع الاعتدال، مع الحِفاظ على أصالةِ القيَم الروحية والحَضارية.هذه هي دعوةُ لبنان، في دولةٍ تضمَنُ الغِنى ضِمْنَ التعدُّدِ والوَحْدة في التنوُّع. وهذه هي رسالته الأهم: الاعتدالُ في الأصالة.

هكذا أيُّها الأصدقاء يكون التغييرُ الحقيقيّ البِنيوي ،الذي ينقُلُنا من العُقمِ والأحقاد المتبادَلة إلى دولةِ التألّقِ والإبداع، ومن دولةِ الحُروب المُستتِرة إلى وطنِ السلام والرسالة" .

 

تواصــــــــل معنا