احتفال حاشد لقطاع صابر وعنيد في يوم الصناعة اللبنانية

وكالات- صحف- محطات تلفزة- الثلاثاء 18 حزيران 2013

حشدت جمعية الصناعيين اللبنانيين قواها  في خطوة تقدير لقطاع عاند ولا يزال في وجه الظروف غير المؤاتية ، فغصت قاعة قصر المؤتمرات في الضبية بهم ،ملبين دعوة مشتركة من وزارة الصناعة والجمعية في يوم الصناعة اللبنانية.

صابونجيان بين افرام والقصار

وإيمانا من الوزارة والجمعية  بأهمية دعم الصناعة وتعزيز دورها كأحد روافد النمو، كانت محطة تكريم لمؤسسات استمرت منذ نشوئها، مع  تحية إلى مطلق حملة "بتحب لبنان، حبّ صناعتو" الوزير الشهيد بيار الجميل.

الاحتفال شارك فيه حشد صناعي كبير تقدمه نائب رئيس مجلس الوزراء سمير مقبل ممثلا رئيس الجمهورية ميشال سليمان والرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي، إلى جانب وزير الصناعة فريج صابونجيان ورئيس جمعية الصناعيين نعمة افرام ووزيرة الصناعة السابقة ليلى الصلح حمادة، والسيدة جويس الجميل، والوزراء فادي عبود، نقولا نحاس، مروان خيرالدين وحسان دياب ورئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي روجيه نسناس ورؤساء جمعيات وهيئات وفاعليات اقتصادية ومديرون عامون، ونقابات وتجمعات صناعية، وفاعليات اقتصادية ومصرفية وصناعية ورجال أعمال وإعلاميون.

وأقيم الاحتفال في الذكرى السادسة عشرة لإحداث وزارة الصناعة كوزارة مستقلة لها تنظيمها ومؤسساتها، وتم خلاله تكريم صناعيين انطلقوا بمؤسسات إنتاجية نمت وتوسعت وازدهرت واستمرت، مشكلة أساسات القطاع الصناعي.

صابونجيان
بعد النشيد الوطني، ألقى الوزير صابونجيان كلمة قال فيها:"أشكركم على تلبيتكم الدعوة، إنها دعوة إلى عيد وزارة الصناعة والصناعيين، اليوم عيدنا. وهي مناسبة عائلية لتكريم صناعيين في ذكرى إحداث وزارة الصناعة. والمكرمون رواد مؤسسون في قطاعات إنتاجية متعددة. تغوص مؤسساتهم بعيدا في الزمن، بعضها إلى العشرينات والثلاثينات من القرن الماضي. وبقيت بعناد مستمرة، ومتجذرة، وثابتة. شاء الصناعيون، ولبى المشترع عندما أحدثت وزارة الصناعة، كي تعنى بشؤون القطاع الصناعي، وتنميه وتعززه وتحميه وتطوره من خلال سياسة عامة تحفظ التوازن الاقتصادي. وأرى في الحضور المميز اليوم، وفي الإلتفاف الواسع حول وزارة الصناعة وحول الصناعيين اللبنانيين في يومهم، علامة غنى، والتزاما للمستقبل، بأن الصناعة في لبنان موجودة، وقابلة للتوسع والانتشار".

وقال :"جئت من عالم الصناعة الواسع إلى وزارة الصناعة، فاكتشفت أن الدولة تطبق معها سياسة النأي بالنفس منذ زمن طويل. وإنني متأكد أن زملائي الوزراء السابقين عانوا من هذا الواقع. أقول: ويل لأمة موازنة وزارة الصناعة فيها هي الأقل بين سائر الوزارات، هناك نقص على صعيد التشريعات، وبخاصة في ما يتعلق بكيفية إرساء العلاقة بين الوزارة والمؤسسات التي ربطت بها، الإضافة إلى ضرورة تعزيز الشراكة المطلوبة بإلحاح بين القطاعين العام والخاص".

وشكر صابونجيان فخامة الرئيس العماد ميشال سليمان على مؤازرته القطاع الصناعي. وهذا الدعم وجدته أيضا لدى دولة الرئيس نبيه بري، ولدى دولة الرئيس نجيب ميقاتي، وعند زملائي الوزراء. أنوه كذلك بالتعاون الذي أرسيناه مع الهيئات الاقتصادية وعلى رأسها كبيرنا معالي الصديق عدنان القصار، ومع جمعية الصناعيين اللبنانيين برئاسة الصديق نعمة افرام. ...

القصار
وألقى رئيس الهيئات الاقتصادية الوزير السابق عدنان القصار كلمة:"يسعدني أن أكون بينكم في هذه المناسبة الخاصة بالصناعة اللبنانية، وأود أن أتقدم إلى الوزير فريج صابونجيان بخالص الشكر والتقدير على ما بذله معاليه من جهود طيبة في سبيل إحياء هذه المناسبة وتوجيهها. كما أتقدم بالتحية والتقدير إلى رئيس جمعية الصناعيين اللبنانيين الأستاذ نعمة إفرام وزملائه أعضاء الجمعية في هذا اليوم الأغر للصناعة في لبنان، الذي من شأنه أن يوفر منبرا لطرح هموم هذا القطاع ورؤيته المستقبلية. وأرجو أن نصل إلى مرحلة تتحول فيها كل أيام السنة إلى احتفال دائم بنهوض الصناعة اللبنانية وتحررها من المعوقات والقيود التي تواجهها".

أضاف :"يبدو لنا أن لبنان، الذي كان رائدا في المنطقة في مجال التصنيع والابتكار، لن يتمكن من العودة إلى احتلال موقعه المميز وتخطي أزماته الاقتصادية، إلا عبر إيلاء الأهمية اللازمة للقطاع الصناعي. فقد أصيب هذا القطاع خلال العقود الأربعة الأخيرة بضربات قاضمة أدت إلى تعثر وإقفال عدد من الصناعات العريقة، فيما لا يزال يدفع حاليا ضريبة سنوات طويلة من الإهمال وتراكم الأعباء. إلا أن لبنان بما تميز به من إمكانات وخبرات على مدى العصور يحمل دائما القدرة على التجدد والانبعاث نحو الأهداف المرجوة".

افرام: لن نركع

وتحدث رئيس جمعية الصناعيين اللبنانيين نعمة افرام :" ما أجمَلَ أن نلتقي سويًّا، وفي القلْبِ ذَخيرةٌ مِن تاريخٍ مجيدٍ يَبْعثُ بالأمَلِ كُلَّما اشتدّت العَواصفُ واكفهَّرَت السماء.إنّي أَشعُرُ في هذهِ القاعةِ اليَوم، بوجودِ أرواحِ أسلافِنا الصناعيِّينَ المؤسِّسينَ تحومُ مِن فوقِنا وهي تقول: لا تَخافوا فنحنُ ملائكتُكُم الحارِسون. ومَن لهُ ملاكٌ حارسٌ لا تَقْهَرُهُ الشَّياطين.

أهلاً بِكُم، صِناعيّونَ أبناءُ صناعيّين، أمينونَ على رسالةِ أجدادِكُم الصناعيّين، مُتجذِّرونَ في أرْضِكُم ومُقدِّمونَ التضحيات، مُقاوِمون مقاوِمون".

أضاف:"لقد أتى استحداثُ وِزارةٍ للصناعةِ العام 1997 بعدَ نِضالٍ طويلٍ لهؤلاء المؤسِّسين. وهم مِرآةٌ تعْكِسُ مسيرةَ شعْبٍ ووَطنٍ، ناضَلا طويلاً. فلهُم تُرْفعُ القُبّعاتُ اليَوم . ولكُم التقديرُ والتكريم".

وأشار إلى انه "قَبْلَ الثَّورةِ الصناعيّةِ العالميّةِ بزَمَنٍ مديد، عَرَفَت شَواطئُنا ِصناعةَ السُّفُن. وبَين حَنايا قُرانا جَنوبًا وشَمالاً، وفي رِحابِ تِلالِنا في الجبَلِ ، صَدَّرنا إلى ما وَراء البِحارِ صناعةَ الحريرِ والخَزَفيّات . وأيّامَ فخرِ الدين، كانَ الميزانُ التجاريُّ يُسجِّل فائضًا بفضْلِ الصناعةِ اللبنانيّة.وفي السَّبعيناتِ أنشأنا المُدُنَ الصناعيّة. ورُغْم تَحوُّلِها إلى ساحاتِ حرْب، رُحْتُم تَصنَعونَ المُعجزات.وفي التسعينات وبعدَها، سَطَّرتُم ببطولةٍ نادرةٍ زيادةً في التَّوظيفات، وفتَحْتُم أسواقًا تصديريّةً جديدة، وسجّلتُم نموًّا صناعيًّا ثابتًا لمُدّةِ خمْسِ سنواتٍ مُتتالية بنِسبةٍ راوَحَت بين 15 و20 %،رَغْمَ الآثارِ السلبيةِ لحربَي الخليجِ وُصولاً إلى حرْبِ تمّوز المُدمِّرة العام 2006، والأزْمةِ الماليّةِ العالميّةِ وانكماشِ اقتصاديّات الدُّوَل. فَيا صِناعيّو لبنان ،هَلْ كثيرٌ علينا أنْ نفتخرَ بكُم "؟

وأشار إلى أن "كلِمةُ حقٍّ يجبُ أنْ تُقالَ اليَوم. إنّها مبادرةٌ كريمةٌ مِنكَ أيُّها الصديقُ الصناعيّ فريج صابونجيان. لقد تألّق التكامُلُ بين وِزارةِ الصِّناعةِ وجمعيّةِ الصناعيّينَ في عهْدِكَ، ولبِسَ أحلى الوجوه . وبفضْلِ تَوجيهاتِك، شَهِدْنا لأروَعِ صُوَرِ التجانُسِ بينَ فريقَي عمَلِ الوِزارةِ والجمعيّة. وأكثر، أنتَ تجمَعُنا في وقتٍ بالغِ الخُطورة، والتحدّيات مِن حَولِنا هائلة.

وفي مِثْلِ هكذا ظُروف، تتباطأُ القِطاعاتُ الأُخرى ويُعوِّلُ الاقتصادُ الوطنيُّ على الصناعةِ لتمريرِ المرْحَلة. وهذا ما يقوّي مِن عزيمَتِنا لأنّنا أبناءُ أمَلٍ ورَجاء وقِيامة. والدليلُ، أنّ مُعدّلَ استهلاكِ السوقِ المحلّيِّ من الإنتاجِ الصناعيِّ اللبنانيِّ سيبقى هذا العام ٧٠ في المئة. وحجْمُ الناتجِ الصناعيِّ هذه السنة أيضا سيبقى ١١ مليار دولار، نُصدِّرُ منه حوالي أربعة مِليارات دولار. أما ال ١٣٠ ألف عامل العاملونَ في القطاعِ الصناعيّ ،فسيبقون يبقون" .

وختم قائلا:"أيُّها الصناعيّون،نحنُ خطُّ الدفاعِ الأخيرِ عن الاقتصادِ الوطني. هكذا كُنّا عَبْرَ التاريخ. هكذا نحنُ اليَوم. هكذا سنكونُ في الغَد.لَنْ ننهار.لنْ ننكَسِر.ولن نركَع. عاشَ الصناعيّون،عاشَت الصناعة، يَحيا لبنان".

قصة نجاح

وروى الصناعي علي غندور قصة نجاح عن كيفية انطلاقة مؤسستهم وانتشارها في العديد من دول العالم،مستذكرا وزير الصناعة الراحل جورج افرام. وقال:"تستحق التكريم الأجيال السابقة التي بنت شركة غندور. وان دور المؤسسة مع جمعية الصناعيين قديم في تنمية الصناعة في لبنان. الخطوات المتخذة من قبل غندور خلال السنوات ال 27 الماضية هي استثمار للمعرفة أكثر من استثمار للمال لان استثمار المعرفة والمال سويا يزيد من قيمة هذا الاستثمار ويعطيه قيمة مضافة، للصناعة اللبنانية فرصة ذهبية لخدمة البيئة المجاورة لأن الكثير من الأسواق المحيطة بنا ستصبح مرتفعة الكلفة للتصنيع المحلي أو أنها تفتقد عامل المعرفة".

وناشد وزارة الصناعة وضع خارطة طريق للصناعة اللبنانية وأن تكون هذه الخارطة بالتعاون مع كل من وزارة المالية، وزارة الاقتصاد والتجارة وزارة الزراعة وأن تعمل هذه الوزارات كلها بتكامل من اجل هدف واحد.

المكرمون
والمكرمون الصناعيون هم عن قطاع الطباعة: جوزف صادر، عن قطاع مصنعي الدهانات:

سامي عساف، عن قطاع المنسوجات: ميشال مخباط، عن قطاع التجهيزات الكهربائية: غسان بلبل، عن قطاع الصناعات البلاستيكية: جان ابو نعوم، عن قطاع صناعة الأحذية: نجيب الخطيب، عن قطاع الصناعات الغذائية: علي غندور، عن قطاع الصناعات الكيميائية: غابي تامر، عن قطاع الورق والكرتون: فادي الجميل، عن قطاع الورق: بشير تذكرجي، عن قطاع مصانع الرخام، الغرانيت، والاسمنت: نخله شامات، عن قطاع مصانع الجوارب: قاسم محفوظ، عن قطاع المجوهرات: نبيل طباع، عن قطاع المفروشات: مصطفى بحصون، عن قطاع الدباغين: فاتشي هيماتادجيان، عن قطاع الكحول والخمور والمشروبات الروحية: ظافر الشاوي.

علما أن المعيار الذي وضع لاختيار المكرمين كان على أساس انتقاء المؤسسة الأقدم في كل نقابة صناعية منتجة ولا زالت تعمل.

وأدى الفنان غي مانوكيان مع فرقته الموسيقية حفلا موسيقيا في الختام.

 

Contact us