نعمة افرام: السياسة فنّ شريف لخدمة الانسان ومؤشرها خلق فرص العمل ليبانون فايلز

السبت 01 نيسان 2017 - 05:33

 

أعرب المهندس نعمة افرام عن قناعته ان " خطر الإرهاب ووضع النازحين السوريين استدعى تبدّلاً في أولويات تعاطي الدول الأوروبيّة والولايات المتحدة الأميركيّة مع أزمات الشرق الأوسط"، مشيراً إِلى ان "التقارب الأميركيّ - الروسيّ قد يؤدي إِلى الانتقال بسوريا من ساحة مواجهة إِلى ساحة عمل مشترك، كما ان الضوء الأخضر الأميركيّ بات أكثر وضوحاً للشروع بمسار سلمي في اليمن وهذا أمر جيد".

وأشار افرام في تصريح له إِن "كلمة رئيس الجمهورية ميشال عون في القمة العربيّة كانت جامعة وتميّزت بمنحاها الوجداني، وركّزت في معظمھا على الحلول السياسيّة لصراعات المنطقة وتقديم النموذج الحواريّ اللبنانيّ وسيلة لھذه الحلول. هي كلمة محترفة تفادت الوقوع في مطبّ الخلافات اللبنانيّة من جھة وفي الصراعات العربيّة والاقليميّة من جھة أخرى، ونجحت بالارتقاء إِلى لبنان الدور والرسالة". أضاف:" لا يمكن للبنان إِلاّ أن يكون صاحب رسالة، وهو ما ينقله من ساحة الصراع إِلى لبنان ساحة التلاقي العربيّة".

وعن مفارقة ذهاب رئيس الجمهورية مع رئيس مجلس الوزراء إِلى القمة مع بعض ومغادرة الأخير إِلى الرياض مع الملك السعودي أكدّ افرام انه "لا يمكن فصل علاقات الرئيس الحريري عن دوره الوطنيّ، وبالتالي أفضل ما يقوم به أي مسؤول هو وضع علاقاته الخارجيّة في خدمة لبنان وليس العكس".

افرام رحبّ بالتقدّم الحاصل في الداخل اللبناني من" نفس ربط النزاع الذي ترجم في الانتخابات الرئاسيّة وتشكيل الحكومة، مروراً باستحقاق الموازنة والتعيينات الأمنيّة إِلى إقرار خطة الكهرباء، وتوصلاً إِلى قانون انتخابي ننتظره جميعاً الأمر الذي سيؤدي حتماً إِلى انفراجات ". وأكد ان "مؤشر إقرار الموازنة بعد 12 سنة غياب أمر فائق الأهمية رغم كل الملاحظات عليها، وشخصيّاً كنت أتمنى لو وضعت ضمن إطار سنوات خمس لتواكب خطة انقاذ اقتصاديّة واجتماعيّة متكاملة وشاملة".

افرام الذي اعتبر ان " الوقت قد حان لنقرّر أي لبنان نريد: لبنان المنتج والمحترف أو لبنان الفساد والانهيار"، عبّر في الوقت عينه عن ثقته بأن "وضع خريطة طريق للتغيير في لبنان قد بدأت مع الانتظام في الحياة السياسية وبروز "بلوكات" واضحة تسهّل التواصل والعمل من أجل لبنان أفضل. وعلى أهمية وضرورة وجود الأحزاب التي تعتبر الاحتياط الاستراتيجي للدولة في زمن الانهيارات والقادرة على وضع وتسويق الخطط، فالمستقلون هم أيضاً مهمون وهم قيمة مضافة وتكامليّة مع الأحزاب".وختم افرام قائلا:" إِن مفهوم تطوير حياة الإنسان هو في صلب وجود الدولة ككيان وهو سبب عمل القطاع العام برمّته. وإِذا كانت السياسة هي فنّ شريف لخدمة الانسان والخير العام، فإِن خلق فرص العمل هو حجر الزاوية في بناء هيكل الدولة، وهو المحصّلة النهائيّة لكل سياسة شريفة، وهو المؤشر الأساسيّ الذي على أساسه تبدأ مرحلة التغيير في لبنان والانتقال إِلى حالة أخرى. ويفترض قياس هذا المؤشر شهرياً ليثبت الوطن قدرته على استيعاب شابّات وشبّان لبنان داخل لبنان، فيجنّبهم الهجرة: هجرة الكفاءة، هجرة الأمل، وهجرة المستقبل. علماً إِن تأمين فرص العمل في لبنان يتطلب تأمين بيئة قانونية وضريبية مؤاتية، فيها الاستقرار السياسي والاستثمار في البنى التحتية وشراكة بين القطاعين العام والخاص وسياسات تحفزّ وتستقطب رؤوس الأموال".

Contact us